غابت الشمس في المساء فحارا | | لو درى أشعلَ الشــــوق نارا |
فإذا الليل من حريق فـــؤادي | | شعلة ندلت من الشمس نهــارا |
يا حبيبي لو أن قلبي يُمنّـــى | | لتمنى من فــــــؤادك دارا |
او زماناً فعدّ فيه وعودا | | او جواراً، او يكُ الصبر جـارا |
أو وصالاً أو وصفةً لغرامٍ | | أو مجيراً قصدته فأجارا |
حلو طعم الهوى اذاق فقلبي | | لو يذق ذاق في الشهد مرارا |
تشتهي الروح في الحبيب لقاءً | | آه روحي! تشتهي منه فرارا |
كان في العقل قبلَ منكِ رشادٌ | | ثوب رشدي صار في الحب زنارا |
كنت والصحبُ نستزيدُ حديثـاً | | فهوينا؛ صمتنا صارَ حوارا |
كنت في الحر استفيء بحـب | | منْ يُظل الحب ان صار شرارا؟ |
إن تصافى فالجفا ملء عيوني | | أو تدارى هتّكَ الاستارا |
أو تعافى فالهوى منه عليـل | | أو تندّى؛ سقا الله بـوارا |
قد ركبنا في الغرام سفينـاً | | فغرقنا! بعده نشكو دوارا؟ |
إن رميتِ فسددي واصيبي | | ذهب الصب في الصواب فطارا |
أو تسليتِ بالعذاب فمهلاً | | لكِ عمري! هلك القلب وغارا |
قد صددتِ حبيبتي فتَهـدِّي | | زادك الحلم إن عدلتِ فخارا |
صبّر الله في الهيام فؤاداً | | ويحه انفطر اصطبـارا |
كل بحر وان عميقا فقاعٌ | | بحرُ صبري لا يرى بعدُ قرارا |
اعطني ما وعدتنـي او ردّيْ | | ليَ قلبيْ طفحَ الكيل مرارا |
قد رأيت الكذب من طبع حبيب | | نجمع الوعد، إن نشا، أسفارا |
وعلمنا ليس في العشق رجـاءٌ | | أو ملاذٌ ساترٌ فنُوارى |
فلماذا نتعب القلب ونرجـو | | لا تردّ القلوب إن رجت اقـدارا |
يرتضي القلب في الغرام هواناً | | ليس يرضى إن هوى إنكـارا |
ليس عارٌ في الهوى صد حبيب | | كان غدر الحبيب في الحب عـارا |
غدرتني وكان في الحب غدرٌ | | صاحب الحسن إن وفا غـدّارا |
ليس للطامع في الوصل وقارٌ | | خذي وصلي وردي لي وقارا |
ذاك عشقي في الظلام خذيـه! | | خذي ليـلي وردي لي أنـوارا |
خذي غدراً، خذي ذلاً،ً خذي كفراً | | خذي قلبي وردي لي اعتبـارا |
سامح الله في الحبيبة مكـراً | | يرحم الله، ان يشا، مكـّارا |
وعفا الله ما مضى؛ ظلَمتني | | عفو ربي منّة لا تُجارى |
وحما الله من جمال حبيبي | | يسحرُ النارَ نورها اغرارا |
وهداهم الى هواه سبيلاً | | هكذا النحل يقصد الازهارا |
وأعان القلب ينسيه فتُنسـى | | كم نسيت فزدته استذكـارا |
وتذرعت بذكرى بعد ذكرى | | هل عدمنا من بعده أعذارا؟ |
كيف ينسى وفي السماء نجـوم؟ | | كيف تنسى ورودنا نـوارا؟ |
كيف ينسى الغريب ان غـاب دارا؟ | | كيف تنسى الطلال رحلاً توارى؟ |
كيف ينسى ظاهر اليّدِ وشماً | | إن بنى في الراحتين مزارا؟ |
كيف ينسى وفي الوجود جمالٌ | | يَخفق القلب إن هوى تذكارا |
هاهو الحزن يستبيح كيانـي | | يستبيح الذل إن حلَّ ذمارا |
يستبيح الموت من صار مثلي | | يستبيح النسيان من صار غبـارا |
نبتدي اليوم بالنحيب طويلاً | | ونفارقه في المساء حيارى |
هكذا العمر ُيستهلُ بكـاءً | | ونودعه بالدموع كبـارا |
لا تغرنّ بالعمر ان فاء يوماً | | يُودِعُ الموت في الحياة بذارا |