قــلبٌ فى المزاد
لا فضـــلَ للإنســان دون فضــــــيلة *** تســـمو بـه فــوق البهــائم والإبـــل
فاختــر إذا شــئتَ المســيرة قائــــدًا *** نحـو الهــدى أو قائـدًا نحـو الـــَزَّلَـل
واعــلم بأنَّ الحـــبَ نــورُ مشـاعـــر*** أو نـــارُ عـيـــن بالخطــيئة تكتـحــل
فاظــفر بنــور الحــب تؤتى خـيـــرُهُ *** وانــأى بـه عن كـل فــــن مبتـــــذل
فالحــبُّ فيــه هـو السـقوط بعـينـــه *** وهـو الدنــاءة والرذيــلة والخــــلـل
لـّـكنَّ حُــبى كالســـماء إذا صفــــت *** وحـبيـبــتى فيهــا كبــــدر مكتمـــــل
وحــى الجمـــال رســولها لفؤادنـــا *** نعـمَ الرســول بنعـمَ أرض قد نـــزل
نشـر الرسـالة فى الفـؤاد وحســـبه *** إيمــان قـــلبى بالرســالة والرســـل
وســما به فـــوق النقـائص كلهــــا *** فـأقــام يدعــو للســــماء ويبتهـــــل
ترمى به الأهواءُ فى وحل الجســـد *** عجبًا على الأهواء كم تهوى الفشـل
قـــلبٌ وتســكنهُ الحــبيبةُ وحــــدها *** كالقدس فى المعراج خُصَّت بالرسل
أرضــًا طهـورًا لم تدنسـها الخطــى *** هامــت بهــا كلُّ الشـــرائع والمــلل
أرضــًا خصــيبًا لايُحـــدُّ عطــاؤهــا *** دُفــنت بهــا الآلام وازدهــر الأمـــل
للحــب فـيهــــا منـــــزلاً متـفـــــردًا *** يفـنى الزمـان ولايشــيبُ به الغـزل
فبــكم أبيـــعُ إذا أردت لــها ثمــــن ؟ *** أو أسـتعيضُ إذا ارتضـيتُ لها بـدل
كل الخــزائن لا تكـــافئُ أرضهــــــا *** مابــالُ طــلاب الإقــــامة والنـُّــــزُل
فبـعـــزة الخــلاَّق ما قــلت الهَــــزَل *** لـولا هــواك لعـربـدت فيهـا المُـثـُـل
لـّـكنمــا عينــاك شـــمس نهـــــارها *** رغـم ابتعـادك فى المشارق لم تزل
تمسـى إذا حجــبت شُعـورُك نـورها *** ليــلاً جمـيلاً فــوق صـبح قـد خَجـل
وطــيورها بيـن الخمـــائل غــــرَّدت *** من وحـى همسـك كل فــن مرتجــل
تــلك الحيــاةُ هى الحيــاة بعينهـــــا *** أمَّــــا ســواهـا فالمــلالـةُ والعــــلـل
محـبوبتــى فــُـتح المـــزادُ ولم يـزل *** والرأىُ عندك فى السؤال ومن سأل
فــبكم أبيـــع إذا أردتُ لهــــا ثمــــن *** أو أستعيضُ إذا ارتضـيتُ لهـا بـَدَل