الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فغار حراء هو الذي كان يتعبد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، وجاءه الوحي وهو فيه، ثم تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك. ولم ينقل عنه ولا عن أصحابه الكرام رضي الله عنهم أنهم كانوا يزورونه ويتعبدون فيه أو يتبركون به، وهم أحرص الناس على الخير، فلو كان فعل هذه الأمور خيرًا لسبقونا إليها، والواجب على المسلم اتباعهم وسلوك سبيلهم، فهو الأسلم والأكمل، ومثل غار حراء غار ثور، الذي اختبأ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره، ولكن لو كان شخص في مكة وأراد التذكر والتفكر وخرج إلى هذه الأماكن بهذه النية، ولم يخش أن يقتدي غيره به على وجه سيئ، فلا شيء عليه. أما إذا ذهب للتعبد فيها أو شد الرحل إليها أو اعتقد سنية زيارتها فقد فعل بدعة مخالفة للهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وأما المتاحف التي فيها التماثيل فلا خير فيها ولا في زيارتها، لما فيها من الصور المجسمة وما يرتكب فيها من مخالفات شرعية. وراجع الفتوى رقم: 33891. هذا مختصر عمَّا يتعلق بهذا الموضوع؛ لأن مركز الفتوى يهتم بإجابة الأسئلة والاستفسارات، لا بالبحث والتقصي في المواضيع، فهذا له مجال آخر. والله أعلم.