قصه أرهابي 3

3_ ضيف

ضيف
دخل المسجد ذات يوم رجل ناهز الاربيعن من عمره ذو لحيه كثه شديده السواد يلبس قميصاً نظيفاً ناصع البياض ينحسر عنه ثلث ساقيه ويتطيب بطيب عبق الرائحه التي تنتشر إلى دائره قطرها تسعه امتار يضع على رأسه شماغا أبيضاً
عليه نقط حمراء مطرزه على يمناه ساعه سويسريه ثمينه وخاتم فضي يتقببه فص من العقيق اليماني الاسود يطوق وسطه بجبينه لايحسن تمنطقها ويبدو عليه انه لم يألفها ولم تألفه يتلفظ بمفردات فصيحه غير أن لسانه شابتها لكنه خفيفه فهو كثيراً ما يؤثر السكوت ولذلك فهو من صنف الضيوف الذين لا يرتاحون لهم الحاج كثيراً فهو يحب الحديث بل والدعابه مع ضيوفه له نظرات حاده كنظرات العقاب حين يتعقب فريسته جاء الى المسجد مبكراً بعد أذان الظهر مباشرة وتبوأ مكاناً في الصف الاول على يمين الامام جاور في موقعه الحاج وبعد أن صلى ونفل امتدت إليه يد الحاج مصافحه مشفوعه با بتسامته المعهوده طلب التعرف عليه بعد أن عرفه علىنفسه جاراً للمسجد ثم دعاه إلى طعام الغداء اعتذر الرجل الا انه استجاب لإ لحاح الحاج بقبول الدعوة
تجاذب الرجلان اطراف الحديث وجد الحاج في ضيفه إلماماً با الحديث وتحرياً الأمر الذي جعله يطلب منه تأديه خطبه الجمعه في المسجد لم يستجب الضيف لفكره الحاج قائلاً ( لايؤم الرجل الرجل في بيته ) وظلا يخرجان للصلاه ويعودان معاً
أعتاد الحاج سعيد بأن يترك لضيوفه حريتهم في الجناح الذي اعده لهم الذي ألحقت به دوره للمياه وصاله بها ثلاجه صغيره وعندما يحين وقت الطعام يكون الحاج وابناؤه وأحفاده عند الضيف لتناوله حتى إذا فرغو من ذلك يتركون الضيف وشأنه
مكث الضيف ثلاثه ايام يذهب في الصباح والمساء ويحضر بعض عينات من طيب وعسل في عبوات صغيره يجول المدينه ثم يعود أدراجه إلى المنزل بعد صلاه العشاء إلا في الليله الأخيره فأنه لم يعد إلا في وقت متأخر من الليل
نسج الضيف علاقة حميمة مع أحد أحفاد الحاج البالغ من العمر ست سنوات فهو يحكي له الحكايات العجبية التي اسولت على فؤاده كان يجلب له من السوق كل يوم قطع الشكولاته التي يخصه بها دون بقيه الصبيه مما جعلهم يغيرون من ذلك ويحسدون الصبي يوسف على هذه الحظوه من الضيف
وبا الرغم أن الحاج سعيد كان حريصا على تناول الطعام مع ضيوفه إلا أنه لم يتناول مع ضيفه سوى مره واحده لنتانه رائحه بخر فمه التي لم يطقها ولكن الأولاد استمروا بتناول الطعام معه طوال فتره الاستضافه
في اليوم الثالث طلب الضيف من مضيفه الاذن با المغادره بعد إن ودع الحاج في المنزل غير أن الحاج ألح على توديعه والمرافقه ألى محطه السيارات بعد أن تبادلا العناوين وأرقام الهواتف كان وداعا حاراً تجلد الحاج على معانقه ضيفه بعد أن ركب الضيف السيارة للمغادره إلى خارج البلد قفل الحاج عائداً إلى منزله في اليوم التالي وبعد صلاةالمغرب سأل أحد المصلين الحااج
أين الشيخ أبو محمد ضيفكم؟
سافر يوم السبت
سافر؟!
أجل لقد سافر
ولكنني رأيته صباح اليوم في وسط المدينة
لقد ودعته بعد أن ركب السيارة ( الجيمس) المغادرة
إلى خارج البلد !.. لعله شبه لك؟
في الخامسة والنصف من مساء يوم الثلاثاء عاد الصبية أحفاد الحاج إلى المنزل من الحديقة المجاورة لمنزلهم كعادتهم ولكن يوسف لم يعد مع إخوتة خرجت امه وعمومته يبحثون عنه هنا وهناك لكنهم لم يجدوا له أثراً
عاد الحاج من صلاه العشاء ليخبروه بفقدانهم ليوسف بحثوا عنة عند الجيران والأ قارب ذهبوا الى مخافر الشرطه والمستشفى بحثوا عنه في كل مكان بحثوا عنه حتى في الحقول و الابار المجاورة والأحراش دون جدوى وكأن الارض قد انشقت وأبتلعته
بعد صلاه الصبح سأل الحااج ذلك المصلي الذي رأى أبا محمد ليصطحبه إلى المكان الذي راه فيه سألا عن اسمه في الفنادق المجاوره دون فائده عاد الحاج ألى منزله مسرعاً كمن تذكر شيئاً هاماً بحث في أوراقه عن الورقة التي دون فيها عنوان وهواتف ذلك الضيف حاول الاتصال عده مرات بهذه الارقام لكن يبدو إن الارقام عشوائيه والعناوين وهميه جمع الحاج أولاده وأحفاده وأسباطه وأهله وسألهم
هل وجدتم مايريب في الضيف أبي محمد؟
فقال أحدهم :
نعم عندما كنت أنظر من ثقب المفتاح أرى الضيف يقضي ساعات أمام الشرفة ينظر منها إلى النساء والفتيات في حديقه منزلنا ويمعن النظر أليهن لوقت طويل صانعاً من الوسائد كرسياً لجلسته
قال أسماعيل وهو الشقيق التؤام ليوسف:
أنه يغدق على يوسف با الشكولاته ولايعطينا شيئاً ويوسف يأكلها لوحده في الحمام ويحكي له الحكايات الجميله
أدرك الحاج بإن الضيف له علاقه بأختفاء حفيده يوسف أخبر الحاج مراكز الشرطه والنيابه وأاجروا تحرياتهم الروتينيه ولكن دون فائده نشرت صوره الطفل في الصحف وتكرر الاعلان عن فقدانه ولكن لا حياه لمن تنادي مرت الايام والسنون ونسيت المدينه الطفل يوسف وتوالت حوادث وإعلانات فقدان الاطفال اخرين وأصبحت ظاهره اختفاء الأطفال تؤرق وترعب الاهالي في هذه المدينه وفي مدن وقرى أخرى مما اضطرهم الي حبس فلذاات اكبادهم في البيوت وحرمانهم من اللعب والخروج إلى الشوارع والساحات والحدا ئق
العامة وعاده ما تقيد كل تلك الحوادث ضد مجهول

مشكور
جدا
ونتمنى المزيد

مستنين لقصه اخرى

يعطيك العافيه يالغاليه